أفلست الدراما المصرية ...أفلت نجومها، تراجعت أسهمها ... تقهقرت هيبتها.. كسد سوقها ,إقتعد منتجوها علي أرصفة القنوات الفضائية يهشون الذباب عن جيوبهم ..
نضبت أفكار كُتابها .. تجعدت سناريوهاتها ،..استنفذت الشخوص و الإمكان و حتى الفلل و الشقق "هيا هيا " ولم ينفع الشاطئ الشرقي و الشمالي ،و الغردقة وأخواتها فقد سئم المشاهد رؤيتها وعرف مسبقاً قصة وحكاية المسلسل سلفاً ،حتى البوليس سئم عملية استدعاءه لأداء مشاهد في المسلسلات والأفلام لتصير لهم رتب عسكرية جديدة ضيف شرف أمُباشي ممثل فلان، وزابط الدراما المصرية الأول ، وصول الشاشة المصرية فلان ..وكذلك الحال بالنسبة للفرق الشعبية والرقاصات الوطنية
*********************
أحد المفكرين العباقرة وجد الحل لأنقاض الدراما و السينما المصرية .. فقفز ممسكاً بمنديل أم كلثوم ملوحاً به " ده اللي هينأض " الدراما المصرية والست هي أملنا الأخير ..أي رأيكم " مسلسل عن قصة حياة أم كلثوم هيكسر الدنيا..،
وكعادة أخوانكم المصريين تلقفوا الفكرة ، مدعي كل منهم أنها ولدت في رحم ذهنه قبل الآخر وعلى أية حال وجدت الفكرة طريقها لتنفذ على عدد النجوم والشخصيات المصرية التي رحلت ولم يخفي بعض المنتحيين تمنياتهم لو يموت عدد أكبر من الشخصيات ليكونوا الوقود الذي لا ينضب للدراما و السينما المصرية ..
ام كلثوم و عبد الحليم ، وفجأة توفي الشيخ الشعراوي .العلامة الإسلامي الكبير رحمة الله ليلف الحزن قلوبنا وقلوب العالم الإسلامي والشعب المصري.. ولكن ليس قلوب مفكري الدراما المصرية، فقد لامعة في ذهن أحدهم فكرة رمضانية " هتكسر الدنيا "... مما جعل بعض المنتجين يفكرون جدياً في عرض عقود تفويض وتنازل مقابل حق أنتاج فني لقصص حياة بعض الشخصيات الشهيرة التي لتزال حية ليتم تناول سيرتهم مع الشهرة والنجاح في مسلسل عقب رحيلهم بعد عمر" طويل" ولم يقل المنتج هذه " الأخيرة " من قلبه ..
***************
سعاد حسني ماتت في الوقت المناسب هي الأخرى ،أما إسماعيل ياسين والملكة وملكها فاروق فقد تم أدراجهم ضمن قائمة مسلسلات المراحيم " برغم مرور سنوات طويلة على الأربعين والحزن الفني على فقدهم الذي كان خسارة للفن المصري، إلي أن تم اكتشاف منجم مسلسلات المراحيم " حيث لم تعد خسارة أبداً فاجعة رحيل أي نجم .. ولاشك أن ألان بعض النجوم الكبار يعرفون ما يتمناه لهم ويضمره مفكرو الدراما و السينما المصرية .. برغم قولهم " المجاملاتي " الفنان الكبير فلان أطال الله في عمرة ...
وعلى غير ما يتمنوا فقد أطال الله في عمر النجوم الذين " نشن" عليهم مفكرو الدراما المصرية ..، أطال الله في عمرهم بحق وحقيق .. وفي ذات الوقت داهمت جيوش الدراما السورية والخليجية وحتى التركية حصون وقلاع الدراما المصرية وتغلغلت لتخطف من رهبانها معابدهم المحرمة على سواهم ...حيث أعلنت الدراما المصرية الحرب المقدسة على الدراما الغازية عبر الفضاء عقب ما كانت تمنعها القنوات المصرية من مُلاقاة الجمهور المصري، حيث لم تشتري يوماً قناة مصرية واحدة أي مسلسل ليس مصرياً ، في عملية مقاطعة وحصار دام لعقود طويلة .. ويلاحظ أن العرب الممنوعين من القنوات المصرية لم يبدوا احتجاجا و لا ضيقاً من تلك المقاطعة ..بل اجتهدوا ووصلوا.. إلا أن كهنة الدراما المصرية اعتبروا ذلك هرطقة درامية , و أعلنوا أنشاء محاكم تفتيش ضد الدراما الوافدة ...
ما علاقة هذه المقدمة بالعنوان أعلاه ؟؟؟
الإجابة واضحة ... خسرت الدراما المصرية المعركة في عصر القنوات الفضائية فاضطرت إلي حيلة صغيرة وذلك بجلب نجوم عرب للدراما المصرية لكي تسوق مسلسلاتها لقنوات عربية تتابع أعمال ذالك النجم الذي أستخدم كحصان طروادة .. إلا أن الخطط بدت تفشل عندما كانت الرسالة واضحة من المنافسين العرب .. وهي عندما تسمح القنوات المصرية بولوج الدراما العربية عبرها ، سيسمح للدراما المصرية بالاستفادة من سخاء أقسام الإنتاج بالقنوات العربية الأخرى ..
عمر المختار ليس للبزنس
هنا يبدوا أن مفكري الدراما المصرية .. قد فهموا و علموا أخيرا أن العرب الرعاة قد تعلموا وفهموا.. ولم يعدوا أولئك الجهلة الذين تعلموا فك الخط على أيدي معلميهم المصريين .. ,وأنهم أي العرب قد بلغت بهم الجرأة إلي حد مطارقه الفن المصري المهاب الجانب،رائد التجربة عظيم التاريخ ..
**********************
طيب .. هذا في الخليج والشام..إلا أن الفرصة لازالت سانحة لحيلة جديدة للعودة بالدراما المصرية للواجهة و لإعادة تلميع نجومها وللتكسب ولتحقيق مبيعات ..وذلك بالاتجاه لسوق بِكر وأناس طيبون، لا يدرون عن خلفيات الصراع شيءً ..وهم من الطيبة لدرجة تنطلي عليهم حيلة دغدغة مشاعرهم بعرض أنتاج مسلسل يحكي قصة جهاد البطل العربي الليبي عمر المختار .." سدأني" سوف يفرحون ويباركون العمل والاهم يدعمونه بالفلوس وهذا هو المطلوب ...
***********************
مفاجأة تغير الخطة الدرامية ..من ليبيا تأتي المفاجآت ..
لأسباب كثيرة تناقلت وسائل الإعلام الليبية خبر يفيد بمعدم أنتاج المسلسل ..والفنان عمر الشريف ليس بإمكانه ركوب الخيل وتحمل غبار المعارك ،ومشاهد تحفيظ القرآن المطلوبة كما أن الفلوس" مش كفاية" بالنظر إلي ليبيا التي يُنظر إليها بأنها مجرد " حنفية تصب فلوس مقابل كلمتين حلوين للمسؤلين مفادها أنهم شعب مضياف وكريم جداً جداً وميهمهش الفلوس مقابل تقدير الأعمال الحلوة ذات الخبرة المصرية بس "
**********************
فشلت خطة تمويل المسلسل المزمع الدخول به كضربة قاضية للمسلسلات ا المنافسة للدراما المصرية ولتحقيق أرباح خرافية وليس "عشان خاطر تخليد البطل العربي" ( عمر المختار )المخلد عند ربة وضمير العالم بأسرة ..ويكفي أن الرجل التاريخي معمر ألقذافي قد ثأر لكفاح الأجداد وأكمل مسيرة المجد [ بجعل ايطاليا العدو أن ذاك أن تعتذر و تندم وتعويض عن سنوات الاحتلال
التطاول على الأخوة والتاريخ و الأبطال المقدسين
هنا تناقلت وسائل الإعلام ، بأن المنتج المصري صرح بأنه سينتج مسلسل عمر المختار حصرياً بطاقم مصري وإنتاج مصري وبوجهة نظر مصرية مغايرة لوجهة نظر العقاد والفلم السابق نجاحه ..؟؟؟!!!
الخاتمة أقول ها قد فضحت اللعبة.. وعلى كل مسؤل ليبي أن يمنع العبث بالتاريخ والمقدسات الليبية التي يتاجر بها أخوننا العرب ..والسؤال الذي سأطرحه يفيد لاتخاذ مثل هذا القرار ..السؤال يقول: ( ماذا لو قرر كاتب ليبي أن يكتب ,وينتج مسلسل يتناول شخصية مصرية ؟, ويقول سأنتج المسلسل، شاء المصريون أم أبو،وذلك تحت شعار أن الشخصية المتناولة شخصية تاريخية عربية ،ملك لكل العرب ...؟ حتماً سيقابل بالسخرية المصرية ..الحملة الإعلامية ضده ستكون تحت شعار" أحموا تاريخ مصر من أولاد جيراننا العابثين " ولافتات أخرى تقول "أية الشآوة دي بس يا واد ".." بس دي مش عجلة بتلعب بيها دي حضارة " بس إتلم يا واد "